الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

تحويلة




بعد عودتي إلى بلدي الغالي في الصيف الفائت كان ينتابني شعور بأنني غريب أو عابر سبيل على الأرض التي ولدت وترعرعت فيها، ولكن سرعان ما تلاشى هذى الشعور بعد مخالطة الأهل و الأحباب، اشتقت للأسواق التراثية و خاصة سوق المباركية (يا ولد الحجيه) فعقدت العزم وركبت السيارة و انطلقت متأملا حال البلاد و العباد، و أثناء قيادتي للسيارة وجدت أمامي ازدحام كبير، فلم استغرب الأمر ولاحظت أن الجميع يخفف من سرعته حتى يستطيع عبور (التحويلة) التي عملتها وزارة الأشغال العامة (مشكورة)، ولكوني شديد الملاحظة أو بالعربي سأمت المنظر و عمليات التأخير في التطوير، استنكرت استمرار هذه التحويلة لمدة 6 شهور لعمل دوار بدلا من الإشارة المرورية السابقة.



فتذكرت أن الإنسان يمر بمراحل مختلفة في حياته، ولأن دوام الحال من المحال، فتجد التحول من (.....) إلى (......) كأسهم البورصة يا أخضر وتصبح في تعداد الأغنياء، أو أحمر ويطقك الفقر، فوقفت مع نفسي بضع دقائق لأسترجع بعد التحويلات التي اجبرتني على تغيير مسار حياتي و قلصت أهدافي ليصبح الأهم ثم المهم، ففي كل يوم تسقط ورقة من شجرة حياتنا، فبقاؤنا خريف متصل لن يجعلنا نخلق ربيعا لهذه الأرض، لذلك هناك محطات من حياتنا يجب أن يكون التمهل و التريث هو سيد الموقف حتى نستطيع بعدها القيادة بسلام، ولنكن مرنين نتعايش مع التغيير ونجني من ورائه أفضل النتائج.



فالحصول على النتائج السارة لن يكون بتوسد الفراش و الإسترخاء أو تأجير عقولنا للآخرين، وإنما بالهمة العالية و الطموح لنيل الأمنيات، يقول اين القيم- رحمه الله: ولله الهمم ما أعجب شأنها ,اشد تفاوتها فهمة متعلقة بالعرش، وهمة حائمة حول الأنتان والحش.



عندما تحصل على ما تريد تشعر بلذة النجاح، وبلذة الإنجاز وتحقق رحيق الحياة الذي يعرف بالسعادة، ألا تريد أيها القارئ العزيز أن نتقاسم السعادة لكي نحتفظ بها؟