السبت، 30 مايو 2009

أمنية مراهق

سنة المراهقة من الأعمار التي ترهق الآباء و الأمهات من حيث التعامل مع ابنهم أو بنتهم المراهقة، يحاولون بأقصى جهودهم للتعامل معهم، تجدهم يقابلون رفض الآباء لتحقيق مطالبهم( الغير عقلانية أحيانا) بالعنف ورفع الصوت على الوالدين بنبرة الغضب و العتاب.لقد أدهشني تصرف أحد المراهقين مع والدته، حيث أنه ضعيف دراسيا، ومنحرف قليلا عن مسار الأخلاق الكريمة المستقيم، تحاول الأم أن ترفع من مستواه الدراسي و أن تجعله يتحلى بالأخلاق لكي تصنع منه رجلا تفتخر بأمومته... تشتكي جدران المنزل من كثرة المدرسين الذين يدرسون الابن ساعات خصوصية و تنصعق الأم بعدم استمرار المدرسين بتدريس ابنها لفترة طويلة، أتدرون لماذا؟
لأن ابنها الحبيب يستمر في إيذاءالمدرسين، ويعمل على رفع ضغطهم النفسي و لا يخلو ذلك من انتقاد لملابسهم الشخصية.
الأم بطبعها حنونة تجلس مع ابنها تنصحه و ترشده للصواب الغائب عنه و لكن لا حياة لمن تنادي، في يوم من الأيام و تحديدا أثناء نصح الأم لابنها صرخ صرختا سمعها الجيران و جرح بها قلب أمه المسكينة.... قائلا: بس بس أنتي ذبحتيني، كل ما اقعد معاك، تغثيني تدرين شنو اتمنى؟
اتمنى إن يرتفع ضغطك و تموتين و افتك.
إلى هذه الدرجة يتمنى هذا المراهق موت والدته، ألم تتحمل هذه الوالده عناء حمله ثم عناء ولادته؟ ألم تسعى إلى تربيته تربية صالحة؟ ألم تسعى لسعادته؟ ألم تقصر على نفسها لكي تحقق مطالبه؟عزيزي القارئ الكريم إن موضوع بر الوالدين لموضوع كبير لن توفيه المقالات و لكن باستطاعتنا أن نذكر و لو بالشيء القليل... قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) سورة العنكبوت:8
مثال يقتدى به، و بالأمثال تتضح الأقوال، قيل لعلي رضي الله عنهما: إنك من أبر الناس، و لا تأكل مع أمك في صفحة(أي صحن)!!! فقال: أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها.
اسأل الله عز وجل أن يجعلنا من البارين بوالديهم و أن يغفر لنا ويرحمنا و يجعل الجنة آخرتنا